مع سيطرة «طالبان» على أفغانستان بعد عقدين من الزمن، تشعر الملايين من الفتيات والنساء الأفغانيات ببعض الخوف، ويتساءلن عما ينتظرهن في المستقبل. لقد اعتدن على مستقبل ترتبط فيه مصائرهن بمصائر الولايات المتحدة وحلفائها في «الناتو»، لكن هذه العلاقات انقطعت فجأة. وبات المجتمع الدولي ينظر بعيدا بينما تبحث هؤلاء الأفغانيات عن شريان الحياة.

لقد أمضيت سنوات في الكتابة عن النساء الأفغانيات وهن يقدن الجهود الرامية إلى جعل صوت المرأة مسموعاً. الفتيات يتلقين التعليم، والنساء يبدأن أعمالاً تجارية، وتحلم الفتيات بأن يصبحن مهندسات ومحاميات ومعلمات. لكن قصصهن، المليئة بالقوة والأمل، ربما تتعرض الآن للخطر. كانت الرسائل التي تلقيتها في الأيام الأخيرة مؤلمة، تم حجب هويات النساء بسبب الخطر الذي قد يشعرن به الآن.
على سبيل المثال : رسالة من امرأة في كابول في العشرينات من عمرها:
«كما تعلمين، فإن الوضع الأمني في أفغانستان يتدهور يوما بعد يوم، ونحن محبطون للغاية وقلقون. فأنا واختي، التي تعمل محامية، قلقون على حياتنا.. ذات مرة قدمتِ اقتراحا أنه إذا كنت أرغب في الذهاب إلى الولايات المتحدة للدراسة، يمكنك المساعدة...في هذا الوضع السيئ، إذا كان بإمكانك مساعدتنا، فسيكون هذا من عطفك وكرمك. أنا في انتظار ردك».
قدر كبير من اللوم يقع على عاتق الحكومات الأفغانية والأحزاب السياسية الأميركية والإدارات في واشنطن. وهناك متسع من الوقت لتحليل العثرات والسياسات غير المناسبة. لكن الوقت ينفد للسماح للفتيات والنساء الأفغانيات بمعرفة أن السعي وراء كرامة الإنسان لا يتوقف عند حدود أفغانستان. لم يسبق أن شعرت بهذا القدر من العجز عن مساعدة هؤلاء النساء اللائي كان لي شرف التعرف عليهن. لكن من المستحيل التخلي عن محاولة وضعهن على الطريق الصحيح لتحقيق أحلامهن.

إن الولايات المتحدة لديها فرصة لمساعدة هؤلاء النساء، ولا سيما اللائي كن يعملن جنبا إلى جنب معها ومع حلف شمال الأطلسي لتحقيق الاستقرار والأمن. ينبغي تهيئة الظروف الملائمة لإيصالهن إلى بر الأمان، وفي وقت يُكتب الفصل التالي من أفغانستان من دون وجود أميركا فيه.

جايل تزيماخ ليمون
زميلة بارزة في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»